روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | الفقر يحول دون الزواج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > الفقر يحول دون الزواج


  الفقر يحول دون الزواج
     عدد مرات المشاهدة: 4105        عدد مرات الإرسال: 0

[] نص الاستشارة:

أنا شاب أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما، أمنيتي أن أتزوج بفتاة محجبة بالحجاب الشرعي ومتدينة، وقد طلبت من أمي ذلك فرفضت، لأننا فقراء من الناحية المادية، لكنني لا أستطيع الصبر، فنحن في بلد تنتشر فيه الفتن.. أرشدوني؟

¤ الـــــرد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أيها الأخ السائل الكريم يعجبني فيك من خلال رسالتك حرصك على الحلال الطاهر وتمسكك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأنت تفتش عن شريكة حياتك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».

وأريدك أخي الحبيب أن تعلم وأنت في وسط هذا الموج الملتطم من الفتن والشهوات والمغريات، مثلك مثل كثير من شباب المسلمين في كثير من بلدان المسلمين إذ عمت البلوى وشاعت الإغراءات والفتن ولا مخرج من هذه الفتن إلا بالقبض على الدين والعض عليه بالنواجذ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر»، زادك الله سبحانه وتعالى تمسكا بالدين وإعتصاما بحبله المتين.

أيها الأخ السائل الكريم تسأل عن رغبتك في الزواج بفتاة ملتزمة متدينة، ولكن أمك لا توافقك بعلة الفقر وقلة ذات اليد، وأنا أقول لك:

أن الفقر ليس عيبا خاصة إذا ما صاحبه صبر، وضبط صاحبه نفسه وكف يده عن المحرمات إبتغاء مرضات الله تبارك وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الدنيا كلها فإختار أن يعيش كفافا يجوع يوما ويشبع يوما.

ولكن هذه ليست دعوة إلى الإستمرار في الفقر والزواج تحت وطأته وإنما ينبغي على العبد المسلم أن يعمل ويعمر الحياة حتى يستخرج خيراتها وينعم بها في طاعة الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم المال للعبد الصالح» والزواج من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معالم الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج حينما وجد من أصحابه من يعزف عنه، قال: «هذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني».

ولكن كما شجع الإسلام على الزواج وحض عليه لم يترك الأمر به مفتوحًا على مصراعيه، لأن الزواج ليس من أجل قضاء الغريزة وإطفاء نار الشهوة فقط، وإنما هو مسئوليات كثيرة وأعباء ومهام تعلق برقبة الإنسان من أجل هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج».

والباءة: هي القدرة على القيام بأعباء الزواج المادية والمعنوية، المالية والجسدية... الخ.

والله سبحانه وتعالى قد ضبط لنا الأمر أكثر وأوضحه بشكل جلي في كتابه في سورة النور حين قال: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور:33].

ففي هذه الآية من أراد أن يتزوج ولكنه لا يجد تكاليف الزواج ولا يطيق النفقة على نفسه وزوجه وعياله، فإن له طريقا أمينا لو سار فيه بصدق وإبتغى بالسير فيه وجه الله تعالى وعمل وإجتهد حتى يستطيع أن يقوم بأعباء الزواج، هذا الطريق هو طريق الإستعفاف وضبط النفس والتحكم في الشهوة، والصبر حتى يجعل الله له مخرجا، فما عليك أخي الحبيب إن كنت تريد وجه الله تبارك وتعالى حقا وتبحث عن رضاه وأنت صادق إلا أن تلزم هذا الطريق فتكف نفسك وتغض بصرك وتعمل جاهدا على تحصيل نفقات الزواج، والله سبحانه وتعالى سيعينك على ذلك، وأكد على ذلك سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: «ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم الناكح يريد العفاف».

وفي النهاية أخي الحبيب إليك هذه التوصيات العملية والتي أوصيك بها لا لمجرد أن تكون حبراً على ورق ولكن أرجو أن تستعين بالله تبارك وتعالى وتحاول جادًّا أن تطبقها على أرض الواقع وستجد فيها إن شاء الله تعالى العون حتى يبلغك الله تعالى ما تتمناه:

=أولا: أكثر من صيام التطوع بنية الإستعفاف والتغلب على الشهوة لا مجرد صيام عادي حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الصيام لمن أراد أن يعف نفسه عن الشهوة والوقوع في المهلكات من عدم قدرته على الزواج وأراد أن يحصن نفسه: «يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».

=ثانياً: إعمل وإجتهد وإطلب الرزق الحلال بهذه النية أيضا بنية تحصيل نفقات الزواج أما إن كنت طالبًا فإستعن بالله وجد في دراستك ولا تعجل فكل شيء مقدر عند الله تعالى وكل شيء عنده بمقدار وثق تماما بأن الله تبارك وتعالى سيعينك على ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم الناكح يريد العفاف».

=ثالثاً: أمن نفسك في أجواء من طاعة الله تعالى بأن تصاحب صحبة صالحة تحيطك وتحصنك، وأن تشغل نفسك بعمل يعود بالنفع عليك وعلى أمتك وأن تقبل على القرآن بحفظه وقراءته.

وبأي صورة من صور الطاعة التي تستغرق جهدك وتصرف منه قدرا من تفكيرك حتى يأذن الله تبارك وتعالى لك بالزواج.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.